الأربعاء، 18 أبريل 2018

هذا المقال من قسم :

إيكاروس - أبعد جسم فضائي أكتشفه البشر!


Icarus أو إيكاروس :هو الاسم الذي أطلق على النجم الأزرق العملاق الذي يعتبر أبعد النجوم التى توصل إليها الإنسان على الإطلاق.
هذا الإكتشاف قد يساعد علماء الفلك على فهم تطور الكون بشكل أفضل، فرؤية النجوم البعيدة تساعد علماء الفلك على معرفة شكل الكون قبل وجودنا، وقد تمنحنا لمحات عن بداية الكون.

النجم العملاق  يقع على مسافة تزيد عن النصف من إجمالي المسافة بين الأرض و أبعد نقطة في الكون  تم التوصل إليها حتى الآن.
حجمه أكبر من شمسنا كثيرا كما أن نوره أكثر سطوعا من الشمس آلاف المرات. و بالرغم من ذلك، فإن ضوئه يستغرق تسعة مليار سنة للوصول إلى الأرض.

كيف تم إكتشافه؟

بينما كان مجموعة من علماء الفلك يقومون بمراقبه نقطة على مدى بعيد من الأرض باستخدام تليسكوب هابل الفضائي، رأوا بقعة صغيره من الضوء.
إن إيكاروس أبعد من أن نتمكن من رؤيته؛ إنه أبعد بنحو 100 مرة من مدى رؤية التلسكوبات النجمية.
 لكن علماء الفلك استفادوا من ظاهرة فلكية اسمها المفعول العدسي التثاقلي (عدسة الجاذبية). وتنتج تلك الظاهرة عن جاذبية الأجرام الفضائية الكبيرة المكدسة (في هذه الحالة، مجموعة من المجرات) ما يؤدي إلى انحناء الضوء، وينتج تأثير عدسة مكبرة لأي شيء خلفها.

إلا أن هذا الإكتشاف جاء نتيجة  تصادف اصطفاف النجم البعيد والمجرة والنجم داخل المجرة والأرض على نفس الخط للحظة كنا ننظر فيها في المكان المناسب، حيث ساهم وجودها على خطِّ البصر بين النجم البعيد  وهابل، من زيادة سطوعه بأكثر من 2000 مرَّة من ضوئه الفعلي . 
يقول باتريك كيلي ، (رئيس لجنة الدراسات في جامعة مينيسوتا: ( أن النجم لا يزداد سخونة، و لا ينفجر، فقط يتم تضخيم الضوء. بفضل العدسات التثاقلية). 
وأضاف أن إيكاروس يبعد عن أقرب نجم يليه مئات المرات على أقل تقدير، وعلى الرغم من وجود مجرات خلفه إلا أنهم لم يتمكنوا من إكتشاف نجوم أبعد من النجم إيكاروس.

ما يعنيه ذلك؟

تفيد الدراسة أن إيكاروس سيكون نقطة مرجعية لعلماء الفلك في دراسة تطور النجوم من خلال العدسات التثاقلية.
فقط كان من المتعارف عليه عند العلماء أن بداية  الكون  ، أو الانفجار الأعظم ، حدثت قبل حوالي 13.8 مليار سنة.
 إيكاروس قديم جداً,  لدرجة أن الضوء الذي يرصده هابل لهذا النجم  كان يتولد عندما كان عمر الكون 30٪ فقط من عمره الحالي.

رؤية النجم أتاحت للعلماء اختبار نظرية تتعلق بالمادة المظلمة

 استخدم العلماء صورا لإيكاروس لاختبار نظرية تتعلق بالمادة المظلمة، وهي المادة الغامضة التى تشكل 27% من الكون (وتشكل الطاقة المظلمة 68% من الكون)  
فقبل إكتشاف إيكاروس كان هناك إفتراض أن المادة المظلمة هي  نتيجة للثقوب السوداء.
 لكن ما رآه الباحثون من إيكاروس لم يدعم هذه النظرية ، فبعد مراجعتهم لصور من هابل تمتد على عقد كامل، لم يروا تغيرًا في سطوع إيكاروس بمرور الزمن،  فلو كانت نظرية ارتباط المادة المظلمة بالثقوب السوداء صحيحة، لبدا النجم أكثر سطوعًا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق