أيهما أفضل لأنقاص الوزن التقليل من تناول الكربوهيدرات أم الدهون؟

في الآونة الأخيرة، يبدو أن الجميع يتبع الطريق منخفض الكربوهيدرات إذ يتخلون عن المعكرونة والفاكهة ويأكلون شطائرهم مع لفات الخس. ولكن وفقا لدراسة جديدة عن الأيونات الخلوية ( الخلايا المسؤولة عن عملية الأيض)، فإن اختيار نظام غذائي قليل الدهون قد يؤدي في الواقع إلى نتائج أفضل في فقدان الوزن( الدهون).

وبالنسبة للدراسة، فقد قام باحثون من المعاهد القومية للصحة بفحص تأثيرات النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات والدهون قليلة السعرات الحرارية على 19 رجلاً وامرأة يعانون من السمنة، ولم يكن أي منهم مصاباً بالسكري. وخلال الدراسة، بقي المشاركون في وحدة التمثيل الغذائي بالمعهد الوطني للصحة على مدار 24 ساعة ، حتى يتمكن الباحثون من تنظيم وتسجيل كل ما فعلوه وما أكلوه. خفضت كل مجموعة كمية السعرات الحرارية الكلية بنسبة 30 في المئة، نصفها عن طريق خفض الكربوهيدرات ونصفها عن طريق خفض الدهون.

إنخفضت  مستويات الأنسولين في من أتبعوا الحمية منخفضة الكربوهيدرات فضلا عن فقدان الوزن أكثر قليلا من أولئك الذين  إتبعوا حمية منخفضة الدهون، اللذين فمن فقدوا دهون الجسم (الشحوم ) أكثر كانو من المجموعه الأولى .

يوضح المؤلف كيفن هول، وهو أحد كبار الباحثين في المعهد الوطني للسكري والأمراض المعدية وأمراض الكلى في المعهد الوطني للصحة: "السبب في حدوث هذا يرتبط بالتوازن بين كمية الدهون التي يتم تناولها وحرقها من قبل الجسم". ففى النظام الغذائي منخفض الدهون شهد المشاركون فرقًا أكبر في كمية الدهون التى تناولوها وكمية الدهون التي حرقتها أجسادهم مقارنة بمن خفضوا الكربوهيدرات.

جدل خفض الكربوهيدرات

"هناك نظرية شائعة تدعي أن الحميات منخفضة الكربوهيدرات فعالة بشكل خاص لفقدان الدهون لأنها تقلل مستويات هرمون الأنسولين، وبالتالي زيادة كمية الدهون التي تُطلق من الأنسجة الدهنية. يعتقد بعض الناس أنه بدون تقليل الإنسولين لا يمكن تقليل دهون الجسم.ردًا على هذا يقول هول "نتائج دراستنا تتعارض مع هذه النظرية وتشير بدورها  إلى أنه لا توجد ميزة التمثيل الغذائي (عملية الأيض) لذلك النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات."

ومع ذلك فقد أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات تعد أفضل حراقًا للدهون، وهي الحقيقة التى يسارع نقاد الدراسة إلى ذكرها، فعلى سبيل المثال، إنه فى عام 2014 وجدت سجلات لدراسة في الطب الباطني ل 148 حاله من الرجال والنساء البدينين  حيث وجدوا أن المشاركين الذين تناولوا نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات لمدة عام كامل فقدوا 7.7 رطل أكثر من أولئك الذين تناولوا كميات أقل من الدهون. ومع ذلك، يشير "هول" إلى أنه هذه الدراسات الطويلة لا تمكن اللباحثين من التأكد مما أكله المشاركين أو لم يأكلوه على مدار الدراسة.

"كما يتضح من العديد من التحاليل الوصفيه الأخيرة، أن الدراسات تشير باستمرار إلى أن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات في المتوسط هو أفضل من النظام الغذائي منخفض الدهون من حيث فقدان الوزن وفقدان الدهون، والعديد من مؤشرات الأيض القلبى". يقول جيف فولك أحد مؤيدى النظام منخفض الكربوهيدرات، وهو اختصاصي تغذية وأستاذ في العلوم الإنسانية في جامعة ولاية أوهايو. "إن السبب الرئيسي الذي يجعل الناس يحصلون على نتائج أفضل مع الحميات منخفضة الكربوهيدرات هو أنها تشجع على زيادة الشبع و أن يأكل الناس أقل". كما يلاحظ أن الحميات منخفضة الكربوهيدرات مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين لديهم مقاومة للأنسولين، مما يعني ارتفاع مستوى السكر في الدم لديهم ردا على استهلاك الكربوهيدرات.ويضيف فولك قائلاً: "في الواقع ، كل شخص لديه مستوى من تحمل الكربوهيدرات، والبقاء تحت هذا المستوى هو وسيلة فعالة للحفاظ على صحة جيدة " .

ويشير بام بيد ، وهو اختصاصي تغذية حاصل على شهادة البورد ومختص في مجال الحمية الرياضية مع EAS Sports Nutrition من أبوت ، إلى أن الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قد أثبتت أنها تساعد في السيطرة على مرض السكري وضغط الدم المرتفع وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما أنها تحسِّن من نسبة الكولسترول الجيد في الدم وثلاثي الغلسيريد أفضل من الأنظمة الغذائية المعتدلة الكربوهيدرات.

"ومع ذلك ، يجب على أخصائي الحميات منخفض الكربوهيدرات أن يدركوا أن الكربوهيدرات تعطي وقود جسمك ليعمل ، خاصة عندما تعمل. أي شخص معتدل إلى درجة عالية من النشاط يجب أن يتضمن بعض الكربوهيدرات في نظامه الغذائي ليبقى منتشراً. "إذا كنت تمارس الرياضة بانتظام أو تبقى نشطًا لتسهيل فقدان الوزن ، فإن تناول عدد قليل جدًا من الكربوهيدرات من نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يمكن أن يسبب التعب ويقلل من أدائك الرياضي. الكربوهيدرات هي مصدر أولي للوقود لممارسة الرياضة الخاصة بك - إذا نفد البخار بسرعة في صالة الألعاب الرياضية ، يمكنك العودة إلى المنزل مبكراً وبالتالي قم بنفسك وفقدان الوزن الخاص بك. يمكنك اختيار القيام بممثلين أقل ، أو العمل لفترة زمنية أقصر أو إيلاء اهتمام أقل لنموذج التمرين الآمن لأن جسمك لا يملك الوقود الذي يحتاج إليه للاستمرار ".

وتوصي حتى أولئك الذين يتبعون أخصائيو الحميات الذين يتبعون خطة تناول الطعام منخفضة الكربوهيدرات يستهلكون الأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات مثل الفواكه واللبن أو مزيج الدرب قبل أن يصلوا إلى صالة الألعاب الرياضية للحصول على أكبر فائدة لإنقاص الوزن من تدريباتهم.

خفض الدهون وقطعها

وفي الوقت نفسه، إذ يعد استهلاك الدهون غير صحي - فالدهون غير المشبعة تعمل على تعزيز الأداء الأيضي الصحي، ويخلص التحليل الأخير لمركز Annals of Internal Medicine لـ 512420 شخصًا إلى أن تناول المزيد من الدهون المشبعة قد لا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب - ، وأن تناول الدهون يمكن أن يقلل من السعرات الحرارية بسهولة أكبر بكثير من خفض الكربوهيدرات. حيث يحتوي غرام واحد من الكربوهيدرات على 4 سعرات حرارية، في حين يحتوي غرام واحد من الدهون على تسعة.

"قد تكون الأنظمة الغذائية منخفضة الدهون هي أفضل طريق لك إذا كنت ترغب في تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة باعتدال. يقول بيي: "إن النظام الغذائي قليل الدسم الذى يشمل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات مثل اللحم الخالى من الدهون والأسماك". انه فقط يقلل من تناول المنتجات الحيوانية عالية الدهون مثل شريحة لحم (الاستيك)-على الرغم من أن لحوم البقر التي تتغذى على العشب تحتوي على دهون أقل-، والقشدة والجبن والزبدة.

"يحتاج أخصائيو الحمية قليلة الدسم إلى يتذكروا أن الجسم يحتاج إلى بعض الدهون الصحية للحفاظ على جهاز المناعة، وتنظيم الأعضاء الحيوية والحفاظ على مستويات جيدة من الكولسترول. كما أنها تساعد على تنظيم مستويات الأنسولين، مما يجعلك تشعر بالرضا بعد تناول الوجبة أكثر من استهلاك البروتين والكربوهيدرات وحدها.إذ يوصون بأنه حتى عند اتباع نظام غذائي منخفض الدهون يجب أن يستهلك الرجال والنساء ما لا يقل عن 26 غرامًا من الدهون غير المشبعة يوميًا.

ما الذي يُفضل تقليله وخفضه؟

في هذه الأثناء ، أفادت مراجعة حديثة أجريت على 59 دراسة حول النقاش المنخفض الكربوهيدرات والمنخفض الدهون الذي نُشر في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية أنه في الوقت الذي أدى كلا النظامين إلى خسارة كبيرة في الوزن، إلا أن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات أدى إلى انخفاض أكثر. ومع ذلك ، خلُص الباحثون إلى أن التأثير كان صغيرا بما يكفي ليختار متبعي الحمية الاستراتيجية التي تناسب نمط حياتهم.

يقول هول "إن  قطع الكربوهيدرات لبعض الناس يكون غير مؤلم ويسهل القيام به على المدى الطويل.و بالنسبة للآخرين، فإن التخلي عن اليالي العاديه التى يتناولون فيها المعكرونة تكاد تكون فكره لا تتحمل، أما تقليل الدهون فيعد بالنسبة للآخرين مرادف لخفض النكهه وتغيب الطعم. ربما يمكنهم تقليل تناولهم للدهون لبضعة أسابيع أو أشهر، ولكن لفقدان الوزن والحفاظ عليه يجب أن يستمر التغيير."

يقول بيدي: "إن النظم الغذائية منخفضة الكربوهيدرات مقابل الحميات قليلة الدسم تغذي النقاش المستمر في مجتمع التغذية". "لكل منها مزاياها وعيوبها الخاصة ، ولكن عندما يتعلق الأمر بالفعالية ، يبرز أحدهما على الآخر: أي نظام غذائي يمكنك الحفاظ عليه شخصياً."