في البداية الأنترنت ليس مجرد شيء يمكن أمتلاكه بواسطة أي شركة أو منظمة، ولكن مجرد عدد هائل من الشبكات المتصلة التي تمتكلها العديد من الشركات والمنظمات، بالأضافة إلي عدد من الوكالات المنظمة والخدمية المتحكمة في الجانب الرئيسي للأنترنت، ولتوفير شبكات أخري في حال وجود أي عطل. ويعتبر الأنترنت شبكة لا مركزية في الكثير من الأجزاء والأماكن التي يوجد فيها.
النقطة الملونة باللون الأحمر تمثل الشبكة المحلية، والنقط المرسومة حولها هي أجهزة الكمبيوتر الموجودة في شبكة الأنترنت المحلية، وكل شعبة من هذه الشبكة المركزية تمثل شبكة محلية واحدة وأحيانا شبكتين المعروفة باسم Wan.
ولكن يبقي السؤال من هو مالك الدائرة الزرقاء الموجودة في المنتصف التي توصل الشبكات ببعضها؟ هذه هي إجابة سؤالنا التي سنناقشها تفصيلًا في المقال.
بدء الأنترنت في الستينات والسبعينات بواسطة مجموعة من الأبحاث، حيث قامت وكالة المشروع البحثي (داربا) بتقديم أبحاث حول الأنترنت لمركز الدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان الهدف هو توصيل جهازين كمبيوتر ببعض للتحدث من مسافة بعيدة. وكان التوصيل بين نظام أجهزة الكمبيوتر في مينلو بارك في كاليفورنيا وأجهزة الكمبيوتر في ucla وبعد ذلك تم توصيل هذه الإنظمة مع 15 ولاية للتواصل مع بعضهم، والذي يعرف حاليا بأسم أربانيت.
البروتوكول
ولتسهيل الأتصالات بين الأنظمة المختلفة، كان يجب تطوير البروتوكولات القياسية. وإلا سوف يكون الأمر مثل شخص يتحدث اللغة الأنجليزية يحاول التحدث مع أخر يتكلم الفرنسية ولا أحد منهم يفهم الأخر. فكان هناك وسيلة تعريف لكل جهاز TCP/IP وتم اعتماد هذا البروتوكول منذ ذلك الوقت وأطلق على هذه الشبكة الإنترنت لأول مرة.
في عام 1981م قامت شبكة المؤسسة الوطنية للعلوم NsFNET بأختراع الحاسوب العملاق في الولايات المتحدة. وفي عام 1989 قامت بتولي خدمات الأنترنت الأساسية بدلا من أربانيت. وفي بداية عام 1990 م بدء مطورين خدمة الأنترنت التجارية بتوفير المزيد من شبكات الأنترنت العامة للمستخدمين العاديين. ومنذ ذلك الوقت بدءت ثورة الأنترنت.
التكوين الحالي للأنترنت
وهذه ليست خريطة رسمية للإنترنت، أو تعريف ثابت للأنواع المختلفة منه، ولكن في العموم تعتبر الشبكة رقم 1 الموجودة في الخريطة هي العمود الفقري للإنترنت، وهذه الشبكة بنيت قبل وجود البنية التحتية للتلفون في الولايات المتحدة وغيرها من الدول المتقدمة، وتعتبر الشبكة رقم 1 من الشبكات التي لديها اتفاقية تواصل (ند إلى ند) والتي تمكن جميع المناطق التابعة لها بالتواصل مع بعضهم بصورة مباشرة.
أما الشبكات الأخري من الأنترنت فلديها أتفاقيات أخري بين مزودي خدمة الأنترنت والشعب الأخري من مستخدمين الأنترنت في المنزل وأماكن العمل. في عام 1995 م، خرجت الشبكة رقم 1 من الإنترنت وأصبحت مستقلة.
وكان من الصعب زيادة توسيع وتطوير شبكة الأنترنت هذه، فقد كان كل دولة لديها شبكة أنترنت خاصة بها والتي كانت يتم تنظيمها باستخدام قواعد الدولة التي تمتلكها، فمثلا دولة الصين تتحكم في كل البيانات التي تدخل وتخرج من شبكة الإنترنت الخاصة بها. فكيف يتواصل العالم مع بعضه عبر البروتوكول؟
تنظيم البروتوكول
ولجعل الأنترنت صالح لأستخدام لجميع البشر، كان يجب تنظيم العديد من الخدمات والتنسيق بين شركات الإنترنت لتنظيم وتعيين الأسماء والأرقام (ICANN) والتي تكونت في عام 1998م، والتي كانت وظيفتها هي إدارة وتوزيع مسار عنوان بروتوكول الأنترنت IP address لتوسيع استخدام الخدمة عالميا. فكما ذكرنا سابقًا، البروتوكول TCP/IP يمنح كل جهاز (أو شبكة صغيرة) على الشبكة عنوان IP فتم إنشاء خدمة ICANN لمنح هذه العناوين لمزودين الخدمة حول العالم.
وكان كل هذا يتم إدارته بواسطة رجل واحد وهو جون بوستل. أما ICANN فهو أسم الشركة وكانت موجودة في كالفورنيا ولكنها كانت غير هادفة للربح. وكانت وظيفتها هى توجيه عنوان بروتوكول الأنترنت لمزودي خدمة الأنترنت وتخصيص هذا المسار فبدون عنوان بروتكول الأنترنت لكان من المستحيل التواصل عبر الأنترنت.
الخلاصة
انه في الحقيقة لا يوجد مالك للانترنت، فلا يوجد مجموعة واحدة تمتلك الشبكة كاملة ولكن أغلب شبكة الانترنت يتكون عبر مجموعات صغيرة من المزودين للخدمة وأيضًا السلطة الحكومية التي تستطيع التحكم أحيانًا في الشبكة كما ذكرنا ما يحدث في الصين. ولو أن واحدة من شركات الانترنت الفرعية قررت ان تقطع اتصالتها مع الشبكات الاخري فمن الممكن ان يسبب هذا العديد من المشاكل الخطيرة لملايين من الناس. وهناك العديد من الحركات التي تطالب بجعل الانترنت حرًا تمامًا كالماء والهواء بعيدًا عن تحكم سلطوي من شركات أو مزودين خدمة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق