السبت، 23 يونيو 2018

هذا المقال من قسم :

أسطورة جيش التيراكوتا الصيني الغامض


(كين تشين هوانغ) هو أول إمبراطور عرفته الصين , و كان قد  أمر ببناء جيش من الطين  ليتم دفنه معه بعد موته لمرافقته في راحتة الأبدية.
في عام 1974 كان بعض العمال يحفرون بئرا خارج مدينة شيان ، في الصين ، عندما عثروا خلال الحفر على واحد من أعظم الإكتشافات الأثرية في العالم، جيش من الجنود المصنوعين من الطين بالحجم الطبيعي , في وضع الإستعداد للمعركة.

أبلغ العمال السلطات المعنية على الفور ، و التي أرسلت بدورها علماء الآثار التابعين للحكومة الصينية  إلى الموقع , حيث عثروا على الآلاف من الجنود المصنوعين من الطين بدقة متناهية حتى أن كل واحد منهم له تعبيرات وجه فريدة و تم  ترتيبهم تبعا  للرتبة.

غلب اللون الرمادي على التماثيل ، إلا أن هناك بعض بقع الطلاء ملونة على الملابس تشير إلى أنها كانت زاهية الألوان من قبل , و بعد المزيد من التنقيب عثروا على السيوف و السهام وغيرها من الأسلحة ، والتي وجدت في حالة جيدة.

تم ترتيب الجنود في خنادق و ممرات تحت الأرض، في بعض الممرات تراصت مجموعة من الخيول الطينية و من ورائها مركبات خشبية.
قال علماء الآثار أن جيش تيراكوتا  العظيم ، هو جزء من ضريح متقن التصميم لمصاحبة الإمبراطور كين شين هوانغ في الحياة الأخرى.

الإمبراطور الشاب

تولى يينغ تشنغ العرش في عام 246 قبل الميلاد , و كان عمره وقتئذ  13عاما.
 و بحلول عام 221 قبل الميلاد إستطاع توحيد مجموعة الممالك المتحاربة , واستخدم اسم كين شين هوانغ - الإمبراطور الأول في تشين(الصين).

خلال فترة حكمه ، قام كين بتوحيد العملة المعدنية والأوزان والمقاييس , و بنى قنوات و طرق للربط  بين الولايات , ويعود له الفضل في بناء النسخة الأولى من سور الصين العظيم.

وفقا لكتابات المؤرخ (سيام كيان) ,  مؤرخ البلاط الملكي في عهد سلالة هان الحاكمة ، أن كين كان قد أمر ببناء الضريح بعد وقت قصير من تسلمه العرش , أكثر من 700 ألف عامل عملوا في هذا المشروع ، و الذي توقف في عام 209 قبل الميلاد , وسط الثورة التي إندلعت  بعد عام واحد من وفاة كين.

حتى الآن ، تم حفر أربعة مداخل بشكل جزئي , ثلاثة منها مليئة  بجنود تيراكوتا ، ومراكب تجرها الخيول ، وأسلحة , أما الحفرة الرابعة وجدت  فارغة ، و هذا دليل على أن البناء الأصلي لم يكتمل .
قدر علماء الآثار عدد القطع الموجوده داخل الضريح بحوالي ثمانية آلاف قطعة ، لكن الإجمالي الفعلي قد لا يكون معروفا أبدا.

و الجدير بالذكر أن ضريح الإمبراطور كين نفسه لم يتم الوصول إليه حتى الآن , هذا و قد أوحت كتابات المؤرخ سيام كيان أن الضريح قد يحتوي على كنوز هائلة.

حيث قال في كتاباته:  "تمتلئ المقبرة بنماذج من القصور والأجنحة والمكاتب وكذلك الأوعية الدقيقة والأحجار الكريمة والتحف النادرة"
وتشير الأبحاث و الحسابات القديمة إلى أن المقبرة قد تحتوي على نسخ طبق الأصل من الأنهار الموجودة في المنطقة و نبع  من الزئبق المتدفق إلى البحر عبر التلال والجبال البرونزية. ويقال أن الأحجار الكريمة مثل اللؤلؤ تمثل الشمس والقمر والنجوم الأخرى.

وقد كشفت الإختبارات الحديثة التي تم إجراؤها على تلة المقبرة عن وجود تركيزات عالية بشكل غير عادي من الزئبق ، مما أدى إلى منح المصداقية على الأقل لبعض الأبحاث التاريخية.
يستخدم علماء الآثار الصينيون تكنولوجيا الإستشعار عن بعد , لفحص تلة المقبرة.

 كشفت هذه التقنية مؤخرا عن غرفة تحت الأرض , جدرانها  الأربعة تشبه السلالم ,  وصرح أحد علماء آثار العاملين في الموقع لإحدى الصحف الصينية "إنه ربما تم بناء الغرفة لدفن جثمان الإمبراطور".
كما  كشفت الفتحات التي تم حفرها حول المقبرة عن راقصين وموسيقيين و مجموعة ألعاب بهلوانية  مفعمين بالحياة كأنهم  في منتصف أداء أحد العروض ، على عكس الوضع العسكري  المتأهب الذي وجد عليه الجنود .

و قد توقف التنقيب في المقبرة , على الأقل في الوقت الحالي.
قال (دوان تشينباو - الباحث بمعهد الآثار بمقاطعة شنشى)  لصحيفة تشاينا ديلى "من الأفضل الحفاظ على القبر الأثري دون مساس , بسبب الوضع المعقد  بالداخل".

0 التعليقات:

إرسال تعليق